الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

*** شمع آل محمد الإمام الحسين الشهيد رضي الله عنه ***


شمع آل محمد المجرد من العلائق سيد زمانه، أبو عبد الله الإمام الشهيد رضي الله عنه
كان من الأولياء المحققين وقبلة أهل البلاء، وقتيل صحراء كربلاء.
وجميع أهل الطريقة متفقون على صحة حاله لأنه كان متابعا للحق ما دام الحق ظاهرا، فلما
فُقد الحق شهر سيفه، ولم يهدأ حتى جعل روحه العزيزة فداء الشهادة لله عز وجل.
وله كلام لطيف في طريقة الحق، ورموز كثيرة ومعاملات طيبة. يروى أنه قال:"أشفق الإخوان عليك دينك". لأن نجاة المرء تكون في متابعة الدين، وهلاكه في مخالفته، فالرجل العاقل هو الذي يكون عند أمر المشفقين، ويدرك أنهم يشفقون عليه، ولا يسير إلا متابعا لهم؛ والأخ الحق هو الذي يبدي النصيحة، ولا يغلق باب الشفقة.
**ميلاده:
---------
أبو عبد الله الحسين الشهيد سبط رسول الله الآخر، وغُرَّة السلالة النبوية الشريفةرضي الله عنه ولد 5شعبان سنة 4 هـ.
لما ولد سماه أبوه حربا، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماه حسينا.
وتولى العقيقة عنه بنفسه صلوات الله عليه فعق عن كل واحد من السبطين كبشا.
قالت فاطمة رضي الله عنها: ألا أعق عن ابني بدم؟ قال: لا، ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض. وكان الأوفاض ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين في المسجد أو في الصفة؛ ففعلت ذلك رضي الله عنها.
***شبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم:
-----------------------------------
قال الإمام علي:" كان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه به ما كان أسفل".
قال أنس رضي الله عنه:<< أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين، فجعل في طست فجعل ينكث ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا.فقلت: أما إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم>>.
**في حجر النبوة:
-----------------
تربى أبو عبد الله الشهيد، مع أخيه أبي محمد الحسن في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي كنفه الشريف، يرعاهما في غدوه ورواحه، ويحوطهما تربيته وتهذيبه ،ببصره وبصيرته، فعن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام دعوا إليه، فإذا حسين مع الصبيان يلعب، فاستنتل أمام القوم ، ثم بسط يده فجعل الصبي يفر هاهنا مرة، وهاهنا مرة، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه، حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى تحت قفاه، ثم قنع رأسه، فوضع فاه في فيه فقبله. وقال<<حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط>.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي و الحسن والحسين يثبان على ظهره، فيباعدهما الناس، فقال:"دعوهما بأبي هما وأمي، من أحبني فليحب هذين".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المرة تلو المرة ينوه بحسين، ويرشد الناس إلى سيادته في الدنيا والآخرة.
قال جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه:" من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي، فإني سمعت رسول الله يقوله".
ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه إشارات خصه بها. كما روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: جئت النبي عليه السلام يوما، فرأيته كان قد ركب على ظهره، ووضع حبلا في فمه ووضع طرفه في يد الحسين، حتى كان الحسين يسير وهو عليه السلام يسير خلفه على ركبتيه، فلما رأيت هذا قلت:"نعم الجمل جملك يا أبا عبد الله".فقال النبي عليه الصلاة والسلام :"نعم الراكب هو يا عمر".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق