الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

الصحابة رضي الله عنهم





- وما سُمُّوا صحابة إلا لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما فضلوا الأمة إلا بها، ولا نَالُوا الدّرجات العُلَى.
- وليست الصحبة تطبيقا مجردا للنصوص وامتثالا جافًّا عسكريا للأوامر، إنما هي محبة تثبت وترسخ وتنمو وتتجذر في القلوب بالملازمة والمخالطة والمعايشة والتلمذة حتى يملك حب المصحوب على الصاحب كيانه كله.
- صحبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم رفعتهم، حاله استَفَّهُم ونوَّرهم قبل مقاله!
- امتاز الصحابة رضي الله عنهم بتعلقهم الشديد بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم.
- لم يكن عندهم ولا عند كل تقي أوّاهٍ من هذه الأمة مجرد مبلغ أدى رسالته ومضى، بل كان رسول الله. كان الشخص الذي اصطفاه الله. القرآن رسالته والبيان بيانه. تسمو بهم المحبة العميقة للشخص المكرم عند الله، ويسمو بهم القرآن، ويرفعهم البيان إلى ذُرى الإحسان. السلوك القلبي منجذب بمغناطيسية الروح الشريفة، والعقل يتغذى بالآيات البينات، والجوارح تنضبط بأوامر الشارع الحاضر بين ظهراني البشر!
- عزفوا عن الدنيا ومغرياتها الدنيئة لما اتصلت هممهم الطالبة الراغبة بتلك الهِمَّة السماوية، وأحبوا ذلك الجَنَاب العَالِي فارتَقَوْا عن السَّفْسَاف، وحنّوا إلى الله، واشتاقوا لِلِقَاهُ، واتّقدت في قلوبهم مَحَبَّة الله!
- حرصهم على مرضاة من أرسل الرسول هو الذي حلَّ عُقَدَ نفوسهم حتى تَرَوَّضوا علـى الطاعة، وزَكَتْ منهم الأخلاق، واسترخصوا نفوسهم وأموالهم في جَنْبِ الله.
- حُبُّهم للرسول الكريم الذي أسمع فطرتهم وأيقظ إرادتهم هو المحرك لا مجرد الاتباع لزعيم آمِرٍ ناه.
- في أحضان النُّبوة تربَّوا، ومنها رشفوا واسْتَقَوا حتى تفجَّرت في قلوبهم ينابيع الإيمان وكانوا أبرَّ النَّاس قلوباً وأعمقهم علمًا!
- بالحبِّ تَرَبَّى الصحابة لا بالخضوع لسلطة حاكمة!
- رَفَعوا خُبَيْباً رضي الله عنه على الخَشبة في مكة ليقتلوه، فسألوه: أتحبُّ أن محمَّدا مكانك؟ قال: "لا والله العظيم ما أحِبُّ أن يفديني بشَوْكة يُشَاكُهَا في قَدَمِه".
- وتَرَّس عليه صلى الله عليه وسلم أبو طلحة يوم أُحُد بظهره، يعرض ظهره للنبال كي لا تنال الشخص الكريم.
-وامْتَصَّ مَالِك الخدري رضي الله عنه جُرْحَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لينَقّيه. ورفض أن يَمُجَّهُ، بل ابتلعه محبة وتفَانيا!
- كانوا يتقاتلون على بُصَاقه مَنْ منهم يتَبَرَّكُ بِهِ!
- كانت مَهَابَتُه في قُلُوبِهم قاضية، مهابة الحُبِّ والإجلال لا مهابة الخوف، يجلسون إليه كأنما على رؤوسهم الطير.
- قال عروة بن مسعود لقومه ثقيف لما رجع من الحديبية ورأى الصحابة حول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي قوم! والله لقد وفدت على الملوك، على كسرى وقيصر والنجاشي. والله ما رأيت مَلِكًا يعظّمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمّد محمَّدًا. والله إنْ تنخم نُخامة إلا وقعت في كَفِّ رجل منهم فَدْلك بها وَجْهه وجلده. وإذا أمرهم ابْتَدَرُوا أَمْرَه، وإذا توضَّأ يقتتلون على وَضُوئِه، وإذا تكلم خفضُوا أصواتهم عنده، وما يُحِدّون إليه النظر تعظيما له".
- جاء الأمر القرآني بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوقيره، وتعزيره، والأدب البالغ في حضرته!
- وأُمِر الصَّحابة أن لا يَرْفَعُوا أصواتهم فوق صَوْتِ النّبيّ، وأَنْ لا يَجْهَرُوا له بالقول كجهر بعضهم لبعض، وأن لا يُنادُوه نداء بعضهم لبعض.
- وأعْلَمَهُم القرآن أن الذين يبايعون رسول الله إنما يبايعون الله، وأن يد الله فوق أيدي المبايعين.
- فاجتمعت للصحابة عوامل التبجيل والإجلال والمحبة أمراً مُوحى به من السَّماء، وانبعاثا متوثِّبا من القلوب. لولا هذا الانبعاث لما تُلُقّيَ الأمر السّماوي ولا البيان النبوي بالتقديس.